• الاندماج وسيلة شركات «الصخري» للبقاء

    15/11/2015

    ​ محللون: لديها رغبة قوية في الاستمرار ومقاومة ظروف السوق
     الاندماج وسيلة شركات «الصخري» للبقاء
     
     
    انخفاض أسعار الخام لأقل من 50 دولارا يعد بيئة غير مواتية لزيادة إنتاج الصخري.
     
    أسامة سليمان من فيينا
     

    توقع مختصون نفطيون أن تحقق أسعار "الخام" خلال الأسبوع الجاري تعافيا نسبيا بعدما سجلت مستويات قياسية في الانخفاض نهاية تعاملات الأسبوع الماضي وكانت الأكبر في ثمانية أشهر.
    واعتبر هؤلاء المختصون أن السوق ما زالت تحت وطأة وفرة المعروض وضعف الطلب خاصة بعدما أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعا قياسيا في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية وعودة الحفارات إلى التزايد بعد انخفاضات سابقة متواصلة .
    وقالوا "إن الأسعار تستمد بعض الدعم في الأجل المتوسط ـ، لكنها ما تحت ضغط في المدى القصير، بعد الهجمات التي شهدتها باريس نهاية الأسبوع الماضي.
    وأشاروا إلى أن احتمال أن يكون الشتاء معتدلا في أوروبا يزيد الأعباء على سوق النفط، حيث يتوقع البعض طلبا واستهلاكا محدودا للنفط الخام، وقد دعمت هذا الاتجاه تقارير وكالة الطاقة الدولية عن استمرار تخمة المعروض وتوقع تحسن نسبي في الطلب خلال العام المقبل 2016.
    وأسهم صعود العملة الأمريكية نتيجة تحسن المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة وتوقع رفع الفائدة الشهر المقبل في إضافة مزيد من الأعباء على أسعار النفط الخام نتيجة العلاقة العكسية التي تربط سعري الدولار والنفط الخام.
    ويقول لـ "الاقتصادية"، بيرنارد ماير أستاذ الجيولوجيا في جامعة كاليجاري في كندا، "إنه من الواضح أن أسعار النفط ستظل متأرجحة لبعض الوقت ومن المتوقع خلال الأسبوع الجاري أن تتعافى الأسعار نسبيا من الانخفاضات الحادة السابقة".
    وأضاف ماير أن "قيام شركات النفط الأمريكية بزيادة منصات الحفر لأول مرة منذ 11 أسبوعا هو مؤشر على أن النفط الصخري يقاوم ظروف السوق الحالية ويسعى إلى الاستمرار بشتى السبل، ولذا يلجأ إلى سياسات تقشفية حادة وضغط تكاليف الإنتاج وتسريح العمالة بهدف الوصول إلى نقطة التعادل الاقتصادي والحفاظ عليها".
    وأوضح ماير أن استثمارات النفط الصخري تواجه أعباء كثيرة، لكن ليس من السهل أن تنسحب من السوق بسبب مديونياتها للقطاع المصرفي ورغبتها في الاستمرار ومقاومة ظروف السوق، ولذا لجأ كثير منها إلى الاندماج وتكوين كيانات أكبر تكون أكثر قدرة على التكيف مع التحديات الراهنة.
    وأشار ماير إلى أن ظروف السوق الحالية وانخفاض أسعار "الخام" لأقل من 50 دولارا يعد بيئة غير مواتية لزيادة إنتاج النفط الصخري، لكن من الواضح أن هناك استشرافا للمستقبل من قبل المنتجين الذين يراهنون على تحسن الأسعار مع بداية العام المقبل بفعل توقعات نمو مستويات الطلب العالمي على النفط.
    وأشار لـ "الاقتصادية"، فرانك يوكنهوفر مدير مشاريع شركة سيمنز العالمية في بلجيكا وهولندا، إلى أن ارتفاع المخزونات أصبح مصدر قلق وإضعاف لسوق النفط، مضيفاً أن "هذا الأمر يعكس استمرار وفرة المعروض وضعف الطلب ويؤجل تعافي الأسواق بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلا أنه في المقابل نرى بيانات لـ "أوبك" تؤكد تقلص الإمدادات وتراجع وفرة المعروض مع بداية العام المقبل".
    وأضاف يوكنهوفر أن "الضغوط الفنزويلية الجزائرية على منظمة أوبك لخفض الإنتاج لن تلقى صدى واسعا نظرا للتوافق السعودي الروسي على عدم جدوى هذه الخطوة في ظل تخمة المعروض في السوق واشتداد المنافسة على الحصص السوقية، وهو الأمر الواضح بقوة بين النفطين السعودي والروسي في شرق أوروبا بعدما نجح النفط السعودي في الوصول إلى تلك الأسواق التي ظلت لعقود مناطق نفوذ روسي".
    وأوضح يوكنهوفر أن هناك مشكلة ظهرت في الأسواق أخيرا وهي ضيق مساحات تخزين النفط في ضوء تخمة المعروض وتبع ذلك استخدام الناقلات النفطية للتخزين وهو ما أثر سلبا في تجارة النفط وأسهم في زيادة الأعباء على الأسعار نتيجة ارتفاع المخزونات وصعوبة تخزينها إلى جانب محدودية الطلب.
    وأوضح لـ "الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن انخفاض أسعار النفط الخام أصبح حقيقة واقعة قد تستمر عدة سنوات، وبحسب تقديرات بعض المؤسسات الدولية فإن الأسعار المنخفضة قد تمتد إلى بداية العقد المقبل ومن هنا يجب على المنتجين التواؤم مع هذه المتغيرات في السوق.
    وأشار جرلاخ إلى أن "أوبك" لديها خبرة عريضة في سوق النفط ومرت بانخفاضات سابقة أكثر حدة ونجحت في تجاوزها، موضحا أن الأعباء أكثر ثقلا على بعض المنتجين ذوي الاقتصاديات الأحادية القائمة فقط على النفط مع عدم توافر احتياطات وفوائض مالية تمكنهم من تجاوز الأزمة الراهنة ولذلك يضغطون في اتجاه خفض الإنتاج.
    وأضاف جرلاخ أن "فرص الدول النامية للاستفادة من انخفاض أسعار النفط كبيرة"، مشيرا إلى تقرير للبنك الأوروبي يركز على ضرورة استفادة دول الاستهلاك من ظروف السوق الراهنة في دعم خطط الإصلاح المالي والاقتصادي وتقليل دعم الطاقة وتخفيف الأعباء المالية على الموازنات ودعم برامج التنمية.
    في سياق آخر، اختتمت في فيينا أعمال المؤتمر الدولي للإدارة والاقتصاد والتسويق الذي استمرت أعماله ثلاثة أيام وركز في جانب من مناقشاته على مستقبل الطاقة في العالم وضرورة تنمية الموارد والتوسع في تكنولوجيا الطاقة المتطورة مع زيادة الاعتماد على الموارد الجديدة والمتجددة.
    ونظم المؤتمر جامعة التكنولوجيا في التشيك بحضور عدد كبير من رجال الأعمال والباحثين والأكاديميين والمختصين في المجالات الاقتصادية.
    ويقول لـ "الاقتصادية"، ميلوفوي تيدروفيتش الأستاذ في جامعة سينجيدونوم في صربيا، "إن المؤتمر تناول قضية التنمية والطاقة المستدامة وكيفية مساعدة الأسواق على تطوير الأداء ومواكبة المتغيرات الاقتصادية المتلاحقة سواء فيما يخص أسواق المال أو قطاع الطاقة بشكل خاص".
    وشدد على ضرورة التفهم الجيد لاحتياجات السوق وتطلعات المستهلكين، مشيرا إلى أهمية تنويع الموارد الاقتصادية خاصة في مجال الطاقة وتطوير وتنمية الاستثمارات وتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستهلكين.
    وكانت أسعار الخام قد شهدت في ختام تعاملات الأسبوع الماضي تراجعاً أكثر من 2 في المائة مواصلة خسائرها خلال الأسبوع لتكون الأكبر في ثمانية أشهر تحت ضغط من تضخم مخزونات الخام في البر والبحر.
    وبحسب "رويترز"، فقد جرى تداول الخام الأمريكي فوق 40 دولارا بقليل في حين بات خام برنت على بعد دولارين فقط من تسجيل مستويات قياسية منخفضة جديدة في ست سنوات ونصف.
    ونزل سعر الخام الأمريكي 1.20 دولار أو 2.8 في المائة إلى 40.55 دولار للبرميل، وهبط الخام أكثر من 8 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع في أكبر خسارة أسبوعية له منذ آذار (مارس).
    وهبط سعر خام برنت 36 سنتا أو نحو 1 في المائة إلى 43.68 دولار للبرميل، وسجل الخام خسارة أسبوعية بنحو 8 في المائة هي الأكبر له أيضا منذ آذار (مارس).
    ونقلت "رويترز"، عن أمريتا سين من "إنرجي أسبكتس" قولها "إن الرهان الحالي على انخفاض الأسعار قد يبدو مضرا بالطلب، ولذا قد تتراجع الأسعار أكثر"، لكنها أضافت أن "بيعا في الأجل القصير قد تتبعه موجة صعود في الأجل المتوسط، إذا اعتقد الناس أن أحداث باريس قد تفضي إلى تصاعد خطير في التوترات في الشرق الأوسط".
    وأشار مختصون من مجموعة أوراسيا إلى أن من المرجح أن تقوض الهجمات قدرة الحكومة الفرنسية على التركيز على تحسين الاقتصاد، وبالنظر إلى التداعيات المالية الأوسع نطاقا تبدو الأسهم العالمية بصدد تراجع قصير المدى اليوم، لكن مختصين قليلين يتوقعون تأثيرا اقتصاديا طويل الأمد أو تغيرا في الاتجاهات السائدة للسوق.
    وتوقع كارلو ألبرتو ديكاسا كبير المختصين في "أكتيف تريدز"، وإيد ماير المختص في "إنتل إف.سي ستون"، انتعاشا متوسطا في أسعار الذهب نظرا للتكهنات بأن أسعار الأسهم والسلع الأولية ستتراجع.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية